من تفسير التحرير والتنوير - (7 / 171)
جملة { هذا بعلي } مركبة من مبتدأ وخبر لأنّ المعنى :
( هذا المشار إليه هو بعلي )،
أي كيف يكون له ولد وهو كما ترى .
وانتصب { شيخاً } على الحال من اسم الإشارة مبيّنة للمقصود من الإشارة .
وقرأ ابن مسعود { وهذا بعلي شيخ } برفع شيخ ،
على أن ( بعلي ) عطف بيان من ( هذا ) و ( شيخ ) خبر المبتدأ .
ومعنى القراءتين واحد .
وقد جرت على هذه القراءة النادرة لطيفة وهي ،
ما أخبرنا شيخنا الأستاذ الجليل سالم بوحاجب :
أنّ أبا العبّاس المبرّد دُعي عند بعض الأعيان في بغداد إلى مأدبة ،
فلمّا فرغوا من الطّعام غنّت من وراء الستار جارية لرب المنزل
ببيتين: ...
وقالوا لها هذا حبيبك معرضٌ
فقالت ألاَ إعراضه أهون الخطب
فما هي إلاّ نظرة وابتسامة
فتصطكّ رجلاه ويسقط للجنب
فطرب كل من بالمجلس إلاّ أبا العبّاس المبرد فلم يتحرك ،
فقال له رب المنزل : ما لك لم يطربك هذا؟ .
فقالت الجارية : مَعذُور يحسبني لحـَنـْت في أنْ قلت : معرضٌ بالرفع
ولم يعلم أنّ عبد الله بن مسعود قرأ «وهذا بعلي شيخٌ»
فطر ِب المبرد لهذا الجواب .